الأحد، 26 أكتوبر 2014

النموذح الثالث

تَأَوَّبَ طَيْفٌ مِنْ «سَمِيرَة َ» زَائرُ
وَمَا الطَّيْفُ إلاَّ مَا تُرِيهِ الْخَوَاطِرُ
تُمثِلُها الذكرى لعينى ،كأنَّنى
إلَيْهَا علَى بُعْدٍ مِنَ الأَرض نَاظِرُ
فإن تَكُنِ الأيامُ فرَّقنَ بيننا
فَكُلُّ امْرِىء ٍ يوْماً إلَى اللَّهِ صَائرُ
صَبَرتُ على كُرهٍ لِما قَد أصابَنى
ومَن لم يَجد مندوحة ً فهوَ صابِرُ
مَلَكْتُ عُقَابَ الْمُلْكِ وَهْيَ كَسِيرَة ٌ
وغادرتُها فى وَكرِها وهى َ طائرُ
ولو رُمتُ ما رامَ امرؤٌ بِخيانة ٍ
لَصبَّحنِي قِسْطٌ مِنَ الْمال غَامِرُ
أنا المرءُ لا يثنيهِ عن دركِ العُلا
نَعِيمٌ، ولاَ تَعْدُو عَلَيْهِ الْمفَاقِرُ
قَئُولٌ وَأَحْلاَمُ الرِّجالِ عَوَازِبٌ
صَئُولٌ وأَفْوَاهُ الْمَنَايَ فَوَاغِرُ
فَمَا الْفَقْر إِنْ لَمْ يَدْنَسِ الْعِرْضُ فَاضِحٌ
وَلاَ الْمَالُ إِنْ لَمْ يَشْرُفِ الْمَرْءُ ساتِرُ
وَمَا هِيَ إِلاَّ غَمْرَة ٌ، ثُمَّ تَنْجلِي
غيابتُها ، واللهُ من شاءَ ناصِرُ
...............................................................................................
قال البارودي وقد زاره طيف ابنته الصغيرة"سميرة" وهو في المنفى بسرنديب
القصيدة تحت عنوان "طيف سميرة"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق