الاثنين، 27 أكتوبر 2014

النموذج 4

4
4قال حافظ إبراهيم في قصيدة:"أثرتَ بنا مِنَ الشَّوقِ القديمِ "

أثرتَ بنا مِنَ الشَّوقِ القــــديمِ ........وذِكرَى ذلكَ العيشِ الرَّخــــيـمِ

 وأيّــــامٍ كَسَونــاها جَمَــــــــالاً.......وأرقَصنا لها فَلَكَ النَّعـــيـــــــمِ

 مَلأناها بنا حُسناً فــــكـانـــــت...... بجِيدٍ الدَّهرِ كالعِقِدِ النَّظِيــــــــمِ

 وفِتيانٍ مَساميحٍ عـــــــليــهــم...... جلابيبٌ منَ الذَّوقِ السَّلـــــــيمِ

 لهمْ شيمٌ ألذُّ من الأمــــــــــانِي..... وأطربُ منْ معاطاة ِ النَّديــــــمِ

سَلامُ اللهِ يا عَهدَ التَّصـــــابـــي...... عليكَ وفِتيَة ِ العَهدِ القَــــــــديمِ

 أحِنُّ لهم ودُونَــــــــهُمُ فَـــــلاة ٌ.... كأنَّ فَسِيحَها صَدرُ الحَــــــــليمِ

 كأنَ أديمَهَا أحشاءُ صَــــــــــبّ.....ٍ قدْ التهبتْ مِنَ الوجْــــــدِ الأليمِ

 تَضِلُّ بليلهِا لِهْـــــــبٌ فتَحْـكـِي..... بوادي التِّيهِ أقــــــوامَ الكَليــــمِ

 نَزَحتُ عن الدّيارِ أرُوَّمُ رِزقـي...... وأضرِبُ في المهامِة ِ والتُّخُومِ

 وهأَنا بين أنيــــــــابِ المَنــــايا.... وتحت بَراثِنِ الخَطبِ الجَســـيمِ

 أتَيْتُكَ والخُطُوبُ تُزِفُّ رَحلِــــي ....ولي حالٌ أرقُّ مِنَ السَّديــــــــمِ

 وقدْ أصْبَحْتُ مِنْ سَعْيِ وكَدحِي..... على الأرزاقِ كالثَّوبِ الرَّديــــمِ

فلاَ تُخْلقْ-فُدِيتَ-أديمَ وجَهِـــــي...... ولا تَقطَعْ مُواصَلَة َ الحَميــــــمِ
 شروح مساعدة:فلاة: الأرض الواسعة المقفرة، أديمها: ظاهرها، السديم: الضباب الرقيق

الأحد، 26 أكتوبر 2014

تحليل نص "الشعر الرومانسي"

ظهرت حركةُ سُؤالِ الذّات مطْلعَ القرن العشرين على أنقاضِ حركة البعث والإحياء، وكان هدفها ردَّ الاعتبار لذات الشَّاعر التي همّشَها الإحيائيّون ولم يُولُوها اهتماما يُذكرُ، وهكذا عاد شعراؤُها إلى الشِّعر الغنائيِّ الذي تغلب عليه موضوعات ذات علاقةٍ بالذات والوجدان من قبيل التأمُّل والخيال والهروب إلى الطبيعة والحلولِ فيها و التّفلسف في الوجود متأثٍّرين بالشِّعر الغنائيّ الغربيّ ، وانقسَم تيَّار سؤال الذّات إلى ثلاثِ جماعات مشهورة هي : جماعة الدِّيوان، والرَّابطة القلَميَّة ، وجماعة أبُّوللو. وقد رافقت ظهور الشّعر الرومانسيِّ وتطوُّرهُ دراساتٌ نقديّة موازية استفادت من النقدِ الغربيِّ ومناهجِه ، محاولةً تقديم مفهومٍ جديدٍ للشّعر ولوظيفته بعيدا عن التصوُّر التقليدي المعروف، كما أخذَت على عاتِقها مَهمَّة تِبيان خصائص الشّعر الرومانسيّ وسماته الشَّكلية والمضمونيَّة. وقد اشتهر نقَّاد كثيرون في هذا المجال نذكر منهم : عزّ الدين إسماعيل، وعبد المنعم خفاجي، ويعد عبد المحسن طه بدر من النقّاد المتمرِّسين الذين استفادوا من المناهج الغربيّة، وتطرَّقوا إلى نقد الشعر الرُّومانسيِّ مِن خلال مجموعة من المؤلَّفات أهَمُّها " دراساتٌ في تطور الأدب العربي الحديث". فما القضية التي يطرحها النَّصُّ ؟ وما طرائِق عرْضها ؟
إنَّ أول ما يُطالعنا على الصَّفحة هو عُنوان النَّصِّ "الشّعر الرّومانسيّ" الذي كتب بخط بارز وجاء عبارةً عن جملة اسمية تتشكَّل من مبتدأ "الشّعرُ" ونعتِه "الرومانسيّ" فيما الخبر هو"متن النص"، ومن النَّاحية الدَّلالية يُقْصد بالشعر ذلِك "الجنسَ الأدبيَّ الذي يقوم على وزن وإيقاعٍ ويخضع لبناء معيَّن ويقوم على مقوّماتٍ فنِّيّةٍ معروفةٍ "، أما "الرُّومانسي" فهو تحديد لطبيعة هذا الشعر ونوعِه نسبةً إلى الرومانسية التي تتغنى بالذات وتُولي اهتماما للوجدان والتحرّر من التقليد. فإلى أي حدٍّ يعكس العنوان مضمون النَّصِّ ؟
ومِن خلال العنوان " الشِّعر الرومانسي " واتكاءًً على شكل النّصِّ، وبناءًً على بعض المشيرات من قبيل " أن يخلّصوا ذات الشاعر ، قوة إحساسه الذاتي، شعراءُ مدرسة الديوان، تبني التّراث الغربي في الشّعر..." نفترض أنّ النص مقالةٌ أدبيّة تنضوي تحت خطاب سؤال الذات، يتطرق فيها صاحبها إلى التعريف بالشّعر الرُّومانسيِّ وخصائصه ومدى اختلافه عن شعر إحياء النَّموذج.فما المقصدِيَّة التي رام الكاتب تحقيقها؟
طرحَ الكاتب في مقالتهِ قضية رئيسية تمثّلت في " مفهوم الشّعر عند الرومانسيّين " وناقشها من ناحية الوظيفة؛ فوظيفة الشّعر عند الرّومانسيّين تنحصِر في "التعبير عن الذّات" ، ويرى الكاتب أنَّ ثورة الرّومانسيين العرب كانت ثورةً نسبيَّة ؛ فلا هُم أحدثوا القطيعة التَّامّة مع التُّراث القديم ولا هم نجحوا في تقليد التُّراث الغرْبيِّ ، وهكذا انطبق عليهم التعبير القرآني"لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء مذَبِذبينَ بين ذلك" والسّبب في ذلك اندفاعهم وحماستهم وكذا ضبابيّة الرُّؤية التي صدَروا عنها.
وللوقوف على القضيّة الرئيسيّة وتقليبها على أوْجُهها المختلفةِ ، ناقش صاحب النص جملةً من القضايا التي تتفرّع عن القضية الرئيسيّة أهمُّها:
-قضيَّة التقليد: وتتجلى في جانبين؛ يتعلق الأول بتقليد الرُّومانسيين للشعر الغربيّ ، ويتمثل الثّاني في تقليد الإحيائيين للشّعر القديم؛
-الثورة على القديم: وتتمثّل في رفض الرُّومانسيين للتراث الشِّعريِّ في جانبه المضمونيّ؛
-خصائص الشِّعر الرّومانسيّ: وتتمثل أساسًا في التَّجديد في المضامين والشكل، وإيلاء الأهميّة للذات.
←وقد أسهم التطرق إلى القضايا الفرعيّة السّابقة ومناقشتها في إيضاح القضيَّة الرَّئيسيَّة وشرحها وإضاءة جوانبها، سعيا إلى تقريبها إلى المتلقي واضحةً لا تشوبها شائبة غموضٍ .
وقدِ استعان الكاتب في مناقشة فِكرَتِه بمجموعة من طرائق العرض حيث اعتمد "المقارنَة" بين المدرسة الرُّومانسيّة التي تولي اهتماما للذّات والمدرسة الإحيائية التي تخضع لقوّة خارجيّة ، ولعل الهدف من هذه المقارنة يتمثّلُ في تِبيان الفرْق والاختلاف بين المدرستين ، ولفتِ الانتباهِ إلى تميّز المدرسة الرّومانسية، ويُعدُّ "الاستشهاد" بدوره طريقةً من طرائق العرض المعتمدة ، حيث يستشهد الكاتب ببيت شعري لعلي محمود ومقولة نثرية لميخائيل نعيمة ، ويعود سبب ذلك إلى الرغبة في تدعيم الفكرة ومنح رأيه حجِيَّة وقوَّةً إقناعيَّة.
ونهج الكاتبُ طريقةً أخرى تمثلت في افتراض فرضيات وإثبات صحَّتها بعد ذلك ، وهو ما فعله عندما افترَض أنّ ثوْرة الرُّومانسيّين نسبيّة ، وأثبت ذلك لمّا أظهر فشل الشّعر الرّومانسيّ الذَّريع في تقليد الشِّعر الغرْبيّ والتّجديد الكلّيّ في المضمون والشّكل، وإلى جانب هذه الطريقة استنجد الكاتب بأسلوب التّوسيع ؛ أي توسيع فكرةِ سواء بشرحها أو إعطاء الأمثلة أو الاستشهاد ، وقد طبّق هذا الأسلوبَ عنْدما تطرَّق إلى وظيفة الدِّعاية التي هاجمها شعراءُ الرُّومانسيّة مبيِّنا أن الشِّعر الرومانسيّ لا يخضع إلا لقوَّة الذَّات الدَّاخليَّة ، واستشهد على ذلك بأقوال وأشعار لشعراء رومانسيّين.
وفيما يخص طريقةَ الاستدلال التي نهَجها الكاتب فقد اعتمد الأسلوب الاستنباطيّ؛ ذلك أنَّه بدأَ نصّه بالإشارة إلى أهمِّ مدارس الرُّومانسية وشعرائها، ليَنتقل بعد ذلك إلى التفصيل عن طريق إبراز الفرقِ بين الشِّعر الرُّومانسيِّ والشِّعر الإحيائيِّ وذكر خصائص المدرسة الرُّومانسيَّةِ، خاتما نصَّه بإِقرار نسبيّة ما حقَّقته الرُّومانسيَّة من تجديد، وتكمُن أهمّية الأسلوب الاستنباطيّ في طرح الحكمِ ثمّ المرور إلى تفصيله ، ومن ثمّ بناء الفكرة ومناقشتها بالتدرُّج وذلك من خلال الانتقال من التّعميم إلى التَّفصيل، وهو ما يحمل المتلقي على الفهم المؤدّي إلى الاِقتناعِ.
رام الكاتب في نصه إبرازَ خصائص المدرسة الرُّومانسية التي كانت أولّ حركةٍ شعريَّة خالفت مدرسة الإحياء ، وحاولت جهد المستطاع أن تثُور على الشِّعر القديم شكلا ومضمونا لكنَّ ثورتها اتّسمت بالنسبية، وقد قصد الكاتب مما ساقَهُ إلى مساءَلة الحركة الرّومانسية ونَقْدها ، ولِعرض ذلك ومناقشته وظَّف الكاتب جملةً من طرائقِ العرض المختلفة ؛ مِنْ لغة تقريرية مباشرة ، ومعجم غنيّ مكوّنٍ من حقلين ، ومرجعيات يطبعها التعدّد ، وأسلوب استنباطيٍّ ، واعتمادٍ على الاستشهاد والتوسيع، وقد نجح الكاتب في إعطاء فكرة وتصوُّر عن المدرسة الرّومانسية وخصائصها ومحاولتها التّجديديّة، ومن خلال ما سَبق تفصيله نصل إلى إثبات صحَّة الفرضية المطروحة آنفا وانتماء النصّ إلى المقالة الأدبيّة المنضوية تحت خطاب سؤال الذات. وإذا كان الكاتب يرى أن شعراء الرّومانسيّة لم يستطيعوا تحقيق ثورةٍ مطلقة في شكل ومضمون القصيدة ، فهل نلمس ذلك في أشعارهم وإبداعاتهم ؟

تحليل نص "الشعر الرومانسي" لعبد المحسن طه بدر

 تحليل نص "الشعر الرومانسي" لعبد المحسن طه بدر
تعريف التيار الرومانسي:
سؤال الذات:
السؤال هو: من فعل سأل عن الشيء إذ استفسر عنه وطلب معرفة لم تكن حاصلة وقت السؤال، وفي الاصطلاح الأدبي تعني كلمة "سؤال" استحضار مفهوم أو قضية من أجل استنطاقها والكشف عن أبعادها.
الذات هي النفس وهي خلاف الموضوع المدرك وينظر إليها من وجهتين:
الأول: يؤكد على طابع الخصوصية الذي يميز الذات عن باقي الذوات الأخرى من حيث الشك واليقين والرغبة والإرادة والإحساس.
الثاني: يؤكد على نوعية العلاقة التي تربطها بغيرها من الذوات وبالقيم الاجتماعية.
ولقد نتج عن سؤال الذات في الشعر العربي الحديث حركة أدبية سميت بالرومانسية قامت على أنقاض إحياء النموذج وقد تميزت بالتأمل العميق في الكون والحياة والطبيعة واتجهت بمضمون القصيدة الحديثة اتجاها وجدانيا.
ولقد تزعم التيار الرومانسي ثلاث جماعات هي:
جماعة الديوان: شعراؤها هم محمود عباس العقاد، وعبد الرحمان شكري، وإبراهيم عبد القادر المازني.
تيار الرابطة القلمية: أهم رواده هم: إيليا أبو ماضي، وجبران خليل جبران، ومخائيل نعيمة.
جماعة أبولو: وتضم أحمد زكي أبو شادي، وأبو القاسم الشابي، وعلي محمود طه، وإبراهيم ناجي...   
لقد اهتم التيار الرومانسي بالذات والوجدان وتمثل عوالم الأحلام والخيال والطبيعة وفر شعراؤه من المشاكل التي يعيشها المجتمع العربي، وعبروا عن ذواتهم، وخرجوا على القصيدة العربية القديمة شكلا ومضمونا.
الخصائص الفنية:
إن أهم الخصائص الفنية التي يتميز بها الشعر الرومانسي تتمثل في:
مضمون القصيدة: ركز هذا المضمون على ذات الشاعر وأصبحت القصيدة تعبر عن تجربة جديدة تثير سؤلا من أسئلة الحياة أو الموت أو البعث...
لغة القصيدة: لغة القصيدة الرومانسية لغة تخالف لغة القصيدة الإحيائية، تعتمد على معجم وجداني يصف التجربة الذاتية بأسلوب شفاف وسهل.
الصورة الشعرية: الصورة الشعرية هي وليدة التجربة الذاتية على قدرها حجما ولونا، مرتبطة بالمشاعر والأحاسيس.
بناء القصيدة: هو بناء متكامل الأجزاء يدور حول موضوع واحد (الوحدة العضوية).
موسيقى القصيدة: تعددت في القصائد الرومانسية القوافي وتنوعت الأوزان واختلفت حروف الروي.
 
  تعريف صاحب النص:
بظهور حركة التجديد الرومانسي ظهرت مجموعة من الدراسات النقدية التي عرفت بهذا الشعر الجديد وبوظيفته، ومن بين النقاد الذين اهتموا بهذه الدراسات عبد المحسن طه بدر ناقد مصري من أبرز رواد المنهج الاجتماعي في الوطن العربي، ولد سنة 1932، تأثر بالناقد برجسون استفد من أعمال طه حسين وشوقي ضيف ومحمد مندور، ويعتبر من الذين أثاروا الإشكالية المنهجية المتعلقة بجنس كتاب "الأيام" لطه حسين، توفي سنة 1990.
من أهم أعماله: التطور والتجديد في الشعر المصري الحديث، تطور الرواية العربية في مصر، تطور النقد العربي الحديث، دراسات في تطور الأدب العربي الحديث.
فما القضية التي يعالجها الناقد في نصه؟ وما إطارها المرجعي؟ وما طرائق عرضها؟
 
1) قراءة في العنوان:
العنوان تركيبيا يتكون من "الشعر" مبتدأ مرفوع بالضمة على آخره، "الرومانسي" نعث مرفوع، والخبر محذوف تقديره "جديد". أما من الناحية الدلالية فالعنوان يدل على اتجاه من اتجاهات الشعر العربي الحديث القائم على الرومانسية التي تخلصت من قيود القيم الشعرية القديمة، واطلع روادها على الأدب الغربي واعتبروا الشعر وجدان يهتم بالتجربة الذاتية.
2) رصد المشيرات:
* نلاحظ في النص حضورا لمصطلحات مثل "الديوان، أبولو، المهجر" وهي مصطلحات تشير إلى أهم المدارس الأدبية الرومانسية التي ثارت على الشعر الإحيائي واعتبر الشعر وجدان، وأمنت بأن الذات هي مصدر الإلهام.
* ورد في النص قول الناقد: "لم تغير المدرسة الرومانسية موسيقى الشعر تغيرا جذريا"، وقوله أيضا: "نواجه عناوين أكثر التصاقا بالوجدان" في العبارة الأولى يشير الناقد إلى التجديد الذي أحدثه الرومانسيون في الشعر العربي على مستوى موسيقى القصيدة، غير أن هذا التغير لم يخرج على ما وضعه الخليل، وفي العبارة الثانية يشير إلى التجديد الذي حدث في مضمون القصيدة بفعل ارتباط الشعر الرومانسي بالوجدان.
3) صوغ الفرضية:
نفترض أن النص سيبرز لنا الخصائص الفنية للشعر الرومانسي، وسيعالج مظاهر وحدود التجديد فيه.     
 
موصفات القراءة:
* مراعاة طبيعة النص النقدي.
* احترام علامات الترقيم...
 
1) الفكرة العامة:
المدارس الشعرية المؤسسة للشعر الرومانسي في الأدب العربي، وأهم الإنجازات التي حققتها، والإخفاقات التي اعترضت مشروعها، والخصائص المضمونية والشكلية التي ميزت شعرها.
2) الأفكار الأساسية:
من أول النص إلى "مدرسة المهجر".
المدارس الشعرية المؤسسة للتيار الشعري الرومانسي فش الأدب العربي وهي مدرسة الديوان ومدرسة أبولو ومدرسة المهجر.
من "ولعل أهم ما حققته" إلى "الشعر الأوروبي".
الإنجازات التي حققتها المدرسة الرومانسية التي تتجلى في تخليص الشعر والشاعر من الوظيفة الدعائية، والتخلص من التراث الشعري القديم، وتبني التراث الشعري الغربي خصوصا الإنجليزي.
من "وتمثل هذه المظاهر" إلى "عنوان ديوان أم قصيدة".
 مظاهر إخفاق المشروع الرومانسي المتمثلة في العجز عن اكتشاف الصلة الوثيقة بين الفرد والجماعة، وفشل التجربة الرومانسية في تجسيد الحرية في أقصى معانيها، وضبابية الرؤية وغموضها، ووقوعها في التناقض مع م ادعته من رفض للشعر العربي القديم.
من "وليس معنى تغير الموضوع" إلى "آخر النص".
خصائص الشعر الرومانسي على مستوى الموضوع المتمثل في الميل إلى التعبير عن الذات والتركيز على علاقة الشاعر بالمرأة، وعلى مستوى الصور حيث تقليد الصور القديمة مع تفاوت درجة حضورها عند كل مدرسة، وعلى مستوى الموسيقى حيث المحافظة على موسيقى الشعر العربي القديم مع تجديد طفيف تمثل في الرجز التعليمي أو المزدوج وشكل الموشح القديم.
 
 
1) الإشكالية المطروحة:
يعالج النص إشكالية إشكالية الشعر الرومانسي من حيث مظاهر التجديد فيه وعوامل ظهوره في الأدب العربي، فالرومانسية يمكن اعتبارها نتيجة طبيعية للمثاقفة، لأنها في الأصل مذهب أدبي غربي ظهر في القرن الثامن عشر في ألمانيا ثم انتقل إلى فرنسا ومنها إلى البلدان العربية، وقد ظهر هذا المذهب كردة فعل على المذهب الكلاسيكي في الغرب، وقد قام على فلسفة الفردانية والحرية ، ذلك أن حركة الرومانسية الغربية هي أساسا حركة ثورية ، لكن انتقالها إلى الأدب العربي جاء استجابة لحالة لحالة اليأس والإحباط السائدين آنذاك نتيجة الاستعمار، ونتيجة الأنظمة السياسية الظالمة.
 
2) المفاهيم والقضايا:
أ ــ المفاهيم:
 
حقل الإحياء
حقل الرومانسية
 
الشاعر الإحيائي
التراث الشعري
التضحية بالذات
شعرا كشعرهم
شعراء المدرسة الكلاسيكية
 
الشعر الرومانسي
مدرسة الديوان
شعراء مدرسة أبولو
شعراء مدرسة المهجر
التجديد نفسية الشاعر
قوة الإحساس الداخلي
الثورة الفردية
التجربة النفسية
 
  رغم تباين الحقلين هناك تداخل في بعض العناصر، فالموقف والفكرة حاضران في إحياء النموذج وفي الرومانسية معا، ومرد هذا راجع إلى كون الرومانسية لم تتمكن من الوصول بالشعر إلى مستوى التجربة، فرغم محاولات التجديد ظل هناك حنين إلى الرجوع تصوير المواقف والانحياز لقوة اجتماعية معينة ولم يستطع الشاعر الرومانسي بلوغ مرحلة التعالي الشعري.
ب ــ القضايا:
أثار الشاعر عند معالجته للقضية الرئيسية بعض القضايا الفرعية أهمها:
قضية مفهوم الشعر عند الرومانسيين: يعتبر الرومانسيون الشعر تعبيرا عن تجربة ورؤية ذاتية وهو وجدان وصدق عاطفة ووفاء.
قضية القطيعة مع التراث: قطع الرومانسيون الصلة مع التراث الشعري العربي القديم، ولم يعتمدوا إلا على أشعار الشعراء الذين كانوا يعبرون عن ذواتهم كابن الرومي وأبي نواس.
3) الإطار المرجعي:
اعتمد الناقد في معالجته لقضية النص المحورية على مجموعة من المرجعيات المعرفية أهمها:
المرجعية الأدبية: تتجلى في استشهاد الناقد بنماذج من أشعار وأقوال رواد الحركة الرومانسية التي تجسد الرؤية الشعرية للشعر الرومانسي.
الفلسفات الغربية (الوجودية، المثالية): المتمثلة في الدعوة إلى العودة إلى الذات وتقديس الفردية.
الشعر العربي القديم الذي أشاد بالذات وخرج عن النموذج التقليدي: الاعتراف بالشعراء الذين حاولوا ربط شعرهم بذواتهم، وبطبيعتهم النفسية، أمثال ابن الرومي وأبو نواس.
4) طرائق العرض:
اعتمد الناقد على مجموعة من الأساليب الحجاجية لعرض قضيته ومنها:
المقارنة: التي تتجلى في مقارنة الناقد بين الكلاسيكية والرومانسية لإبراز مميزاتهما وخصائصهما، وما يميز الرومانسية عن الكلاسيكية.
الاستشهاد: استشهد الناقد بقولة لمخائيل نعيمة، وببيت شعري لعلي محمود طه، وذلك لكي يمنح القوة الحجاجية والسلطة المعرفية لطرحه.
التحليل: حيث شرح الناقد الأفكار وفصلها أبرز عناصرها الجزئية، فحلل فكرة الذات، وفكرة رفض الرومانسية للشعر العربي القديم.
حجج النص:
حجج المقارنة: المقارنة بين المدرستين الكلاسيكية والرومانسية.
حجج الاستشهاد: استشهاد الناقد بمخائيل نعيمة، وعلى محمود طه...
الحجج الواقعية: موقف العقاد من الاستعارة.
ولقد اعتمد الناقد المنهج الاستنباطي في معالجة قضية النص، حيث أصدر في بداية النص حكما مفاده أن الرومانسية لم تستطع تغيير الشعر العربي تغيرا جذريا، وهذا ما أكده في نهاية النص.
 
 
اعتبر الناقد الحركة الرومانسية أول إطار شعري يخالف النموذج الإحيائي، ويخرج غلى القواعد التي قعدها، والأسس التي أسسها، إلا أن المقايس التي تبناها الشاعر الرومانسي لم تكن واضحة، ذلك أن محاولة تقليد الشعر الغربي أمر يتطلب تغيير نفسية الشاعر وقيمه الداخلية، ثم إن دعوتهم إلى التخلص من التراث العربي القديم لم تلق أذانا صاغية إذ سرعان ما أحذ شعراء الرومانسية النهل من الشعر القديم، كما أن رؤيتهم تحولت إلى رؤية ضبابية غامضة فردية معزولة.


ملاحظة

يرجى وضع تعاليق على الموضوعات المشاهدة حتى يتمكن الموقع من الاستمرار.وتعم الفائدة الجميع ....وشكرا  .....

النموذح الثالث

تَأَوَّبَ طَيْفٌ مِنْ «سَمِيرَة َ» زَائرُ
وَمَا الطَّيْفُ إلاَّ مَا تُرِيهِ الْخَوَاطِرُ
تُمثِلُها الذكرى لعينى ،كأنَّنى
إلَيْهَا علَى بُعْدٍ مِنَ الأَرض نَاظِرُ
فإن تَكُنِ الأيامُ فرَّقنَ بيننا
فَكُلُّ امْرِىء ٍ يوْماً إلَى اللَّهِ صَائرُ
صَبَرتُ على كُرهٍ لِما قَد أصابَنى
ومَن لم يَجد مندوحة ً فهوَ صابِرُ
مَلَكْتُ عُقَابَ الْمُلْكِ وَهْيَ كَسِيرَة ٌ
وغادرتُها فى وَكرِها وهى َ طائرُ
ولو رُمتُ ما رامَ امرؤٌ بِخيانة ٍ
لَصبَّحنِي قِسْطٌ مِنَ الْمال غَامِرُ
أنا المرءُ لا يثنيهِ عن دركِ العُلا
نَعِيمٌ، ولاَ تَعْدُو عَلَيْهِ الْمفَاقِرُ
قَئُولٌ وَأَحْلاَمُ الرِّجالِ عَوَازِبٌ
صَئُولٌ وأَفْوَاهُ الْمَنَايَ فَوَاغِرُ
فَمَا الْفَقْر إِنْ لَمْ يَدْنَسِ الْعِرْضُ فَاضِحٌ
وَلاَ الْمَالُ إِنْ لَمْ يَشْرُفِ الْمَرْءُ ساتِرُ
وَمَا هِيَ إِلاَّ غَمْرَة ٌ، ثُمَّ تَنْجلِي
غيابتُها ، واللهُ من شاءَ ناصِرُ
...............................................................................................
قال البارودي وقد زاره طيف ابنته الصغيرة"سميرة" وهو في المنفى بسرنديب
القصيدة تحت عنوان "طيف سميرة"