السبت، 11 أكتوبر 2014

وجه التاسي (1) الثانية باك ادب

وجه التأسي()1


أحمد شوقي


واحة اللغة العربية


السنة الثانية بكالوريا


مسلك الآداب والعلوم الإنسانية


ص 36


1 – تمهيد :
من خلال ملاحظتنا اعتماد الشاعر للبيت المشطور وتصريع البيت الأول والالتزام بروي واحد نفترض أن النص محكاة للشعر العربي القديم ، كما نستطيع تصنيفه ضمن خطاب حركة البعث والإحياء التي آلت على نفسها تخليص الشعر العربي من رواسب الانحطاط بالعودة إلى النموذج الشعري القديم واحتذائه .. ويعتبر شوقي واحدا من أبرز رواد الحركة إلى حد اعتباره من قبل مدرسة الديوان ممثلها الأفضل ، ولذلك انصب عليه نقد العقاد ..
فما هي خصائص النص التعبيرية والجمالية وما علاقتها بالنموذج الإحيائي ؟

2 – ملاحظة النص :
ما نلاحظه أولا هو العنوان الذي ورد جملة اسمية مبنية على تركيب مجازي أسند من خلاله ملازم لمكون حسي إلى مكون معنوي هو التأسي .. وهو يشعرنا بالجو النفسي والعاطفي الذي يخيم على النص ..
وما نلاحظه أيضا هو اعتماد الشاعر على البيت المشطور المتساوي الشطرين ، وتصريع البيت الأول والتزام وزن واحد وقافية واحدة وروي واحد .. وهذه كلها مشيرات دالة على التوجه الإحيائي للنص ..
يضاف إلى هذه المشيرات كون النص معارضة لسينية البحتري التي مطلعها :
صنت نفسي عما يدنس نفسي * * وترفعت عن جدا كل جبس .
وأخيرا نلاحظ أن الشاعر قد اختتم النص بالحكمة على غرار البارودي في النص السابق مما يدعونا إلى القول بأن حركة البعث ارتبطت بنزعة أخلاقية تعليمية ..
3 – فهم النص :
ينقسم النص بحسب مضامينه إلى أربع وحدات ..
* ( من 1 – 3 ) : تتضمن هذه الأبيات شكوى من الزمن الذي مر بسرعة وأنسى الشاعر صباه وأيام أنسه متمنيا استعادة فترة من شبابه أصبحت بفعل مرور الزمن مجرد صورة غامضة مضببة كأنها من تصورات من به مس ..
* ( 4 – 8 ) : تتضمن حنين الشاعر إلى وطنه مصر وتعلقه به ( ب 4 ) .. فهو يفضله على جنة الخلد ( ب 5 ) ، ويشتاق إلى أهله ( ب 6 ) ، ولايكاد ينساه لحظة ( ب 7 ) حيث يفكر فيه صباحا ومساء ( ب 8 ) ..
* ( 9 – 18 ) : تتضمن رثاء للحضارة العربية في الأندلس واستعراضا لمظاهر إشعاعها وتوهجها وانحطاطها وزوالها .. فبعدما أشعت وازدهرت في المشرق على يد الأمويين انحطت وعادت إلى الازدهار من جديد في الأندلس لتزول في النهاية .. وتتضمن الأبيات تعلق الشاعر بالأندلس وافتتانه بجمالها ، وتأسيه وأخذه العبرة من تاريخها ..
* ( 19 – 22 ) : تتضمن مجموعة من الحكم المستوحاة من التاريخ العربي في الأندلس ..
- فكأن الذين بنوا فعلوا ذلك ليجد اللاحقون ما يهدمونه ، وكأنهم جمعوا ليجد اللاحقون ما يشتتونه ، وكأنهم أحسنوا ليجد اللاحقون ما يفسدونه ( ب 19 ) ، 
- قيادة الناس وحكمهم همة وعزيمة لا يملكها جبان ( ب 20 ) ،
- الانحراف الأخلاقي سبب زوال كل ملك ( ب 21 ) ، 
- ارتباط التأسي باستحضار الماضي ( ب 23 ) . 
من خلال هذه المضامين يتضح أن النص في غرض الرثاء – رثاء الممالك وهو غرض قديم قيلت فيه قصائد خالدة كنونية أبي البقاء الرندي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق