السبت، 11 أكتوبر 2014

دم و دخان _2_ ثانية باك 1

 – الحدث :
ا – الطبيعة :

الأحداث في ’’ دم ودخان ‘‘ متخيلة تتمحور حول شخصية مركزية متخيلة هي دحمان .. وهي واقعية تجد لها معادلا في الواقع الاجتماعي لشريحة اجتماعية تصارع أعباء الحياة ..
ب – الخلفية :
تستمد القصة مادتها المحكية من الواقع الاجتماعي للفئات المقهورة باختيار البطل ( دحمان ) من صفوفها وبتناولها لظاهرة اجتماعية هي بيع الدم .. وبذلك تكون خلفيتها اجتماعية اقتصادية ذات انعكاسات نفسية سلبية ..
ج – الحبكة :
يبدأ الخطاب القصصي بتوقف دحمان عند مسطبة المعلم علي بعد أن باع دمه ليشتري الكبد .. وينتهي بتعذر قطعة الكبد على المضغ وتمنعها .. والأحداث ، في هذا المستوى ، تسير صوب النهاية بشكل خطي تعاقبي محكوم بمنطق السبب والنتيجة .. لكن السارد ، وبفعل الاسترجاع ، يعمد إلى تكسير هذه الخطية باستحضار الأحداث التي كانت سببا في أزمة دحمان والتي تطالع القارئ في الاستهلال ..
هكذا يمكن تقسيم المتن الحكائي إلى ثلاث سلاسل سردية :
- الأولى تتضمن كل الأحداث التي وقعت قبل توقف دحمان عند مسطبة المعلم علي ..
- والثانية تتضمن وقوفه عند المسطبة ، وحديثه المتعب ( بفتح العين ) إلى المعلم علي ، وشراءه للكبد ، وانصرافه إلى بيته ..
- والثالثة تتضمن تحلق الأولاد حوله وحول أمهم في ما بعد ، وتلذذهم بقطع الكبد المشوية على المجمر ، وتعذر مضغ قطعة الكبد عليه ..
وعلى مستوى المبنى الحكائي ( طريقة عرض الحكاية ) فنجد البدء بالسلسلة الثانية مردفة بالثالثة التي تتضمن الأولى هكذا : 2 – 1 – 3 . بينما يفترض أن الترتيب الأصلي المفترض لهذه السلاسل هكذا : 1 – 2 – 3 .
د - الخطاطة السردية :
تعتمد طريقة عرض الحكاية على الاستهلال الدينامي الذي يضع القارئ في قلب الحدث بعدما تكون الأحداث الممهدة له قد وقعت من قبل ويتم استرجاعها في ما بعد .. كما تعتمد على رصد وضعية محددة هي وضعية الوسط ( الأزمة ) وهذا ما يبدو من خلل ما يلي :
* وضعية البداية ( التوازن ) -
* عنصر الاختلال -
* وضعية الوسط +
* عنصر الانفراج -
* وضعية النهاية ( التوازن ) -
بالنسبة إلى وضعية البداية وعنصر الاختلال فهما يشكلان ماضي الحكاية الذي يتم استرجاعه بالفلاش باك ( السلسلة 1 ) .. وبالنسبة إلى وضعية الوسط فهي تشكل حاضر الحكاية ( السلسلة 2 - 3 ) .
أما بالنسبة إلى عنصر الانفراج ووضعية النهاية فهما غائبان ..
تركيز الخطاب القصصي على وضعية الوسط ( الأزمة ) إمعان في إدانة ورفض ظاهرة بيع الدم .. وتغييبه للانفراج تكريس للإدانة وتعبير عن عدم وجود مخرج لمن يبيع دمه وهنا يتجسد رهان الحكاية والخطاب ..

ه - السارد والرؤية :
في دم ودخان ، تقوم شخصية متخيلة بسرد الأحداث بصيغة الماضي وبضمير الغائب المفرد في الغالب مما يشي بأن عملية السرد لا حقة على الوقوع المفترض لأحداث الحكاية .. وهي تتخذ وضعيتين تهيمن إحداهما على الأخرى .. فهي تسرد الأحداث منظورها الخاص بحكم معرفتها التي تفوق معرفة باقي الشخصيات ، وتغلغلها في داخل دحمان على الخصوص ( الرؤية من الخلف ) وتسردها تارة من منظورالشخصية المركزية ( دحمان ) فتعرض العالم كما يراه دحمان الذي لا يذكر كم كان عدد أهل الضحية كما لايذكر لم أخطأ السفود ( الرؤية المصاحبة ) ، إمعانا في تقريب الصورة النفسية من ذهن القارئ ..
والرؤية من الخلف هي التي تهيمن على علاقة السارد بما يسرده ، ولعل في ذلك قصدا هو اتخاذ موقف من البطل .. فالسارد ليس محايدا ، وموقفه من البطل هو الإدانة عن طريق الحديث بلسانه ’’ بل كان يجتر يومه وتململ ‘‘ وهو الموقف الذي يراهن النص القصصي على إنجازه ، ويحدد مقصدية الكاتب وهي تحرير المجتمع من ظاهرة قاتلة هي بيع الدم ..

و – الدلالة :
للحدث ، تبعا لخلفيته ، دلالة اجتماعية نفسية بما هو يحيل على واقع اجتماعي مأزوم ..
ز - الرهان :
تراهن قصة ’’ دم ودخان ‘‘ على نبذ ظاهرة بيع الدم وإدانة ممارسيها .. وهذا يبدو من خلل كون الاختتام تكريسا لوضعية الاستهلال .. البطل دخل في أزمة بسبب بيعه دمه ، وظل في غياب عنصر الانفراج ، يعانيها دون وجود مخرج وذلك ما سنراه من خلل الخطاطة السردية واللحظة الزمنية - البؤرة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق